top of page

رمضان الضفة الغربية... فقر وغلاء ونزوح واعتقالات وموت

صورة الكاتب: Hawa NablusHawa Nablus


يعجز الكثير من أهالي الضفة الغربية المحتلة عن الاستعداد لشهر رمضان بفرح كما في كل عام، في ظل العملية العسكرية المستمرة التي تسببت في نزوح الآلاف، وتواصل القتل والاعتقالات.

 

يقف الفلسطيني محمد منصور (58 سنة) حائراً ومشتّتاً بعد أن وجد نفسه غير قادر على توفير أيّ من مستلزمات شهر رمضان، خصوصاً أنه فقد منزله خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على مخيم الفارعة التابع لمحافظة طوباس شمال الضفة الغربية المحتلة، وقبل ذلك فقد عمله.

كان منصور يعمل حداداً في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وأجبره جنود الاحتلال الإسرائيلي على النزوح مع عائلته في الليلة الأولى لاقتحام المخيم، وحولوا بيته إلى ثكنة عسكرية. بعد الانسحاب، فوجئ بأن البيت تحول إلى خراب، وبات العيش فيه مستحيلاً. يقول منصور: "نسكن حالياً في غرفتين صغيرتين في بيت تعيش فيه أسرة أخرى نزحت معنا. نحاول التأقلم قدر الإمكان، وننتظر على أحر من الجمر ترميم بيتنا. لكن حتى الآن، لا توجد جهات رسمية تبنت الموضوع. فقدت عملي منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ولدي أبناء في الجامعة. في ظل هذا الوضع الصعب الذي نعيشه، لا نجد فرصة للاستمتاع بالأجواء التي تسبق حلول الشهر الفضيل".

يتابع منصور: "تبقى معاناتنا نقطة في بحر معاناة أهلنا في غزة وجنين وطولكرم. هناك نكبات جديدة تمر على الشعب الفلسطيني جعلته ينشغل تماماً عن أية تحضيرات لرمضان، هذا بالإضافة إلى جنون الأسعار التي ترتفع بشكل متسارع دون حسيب أو رقيب". ويستذكر أجواء رمضان في المخيم قائلاً: "لن تجد مكاناً أجمل من المخيم لعيش الأجواء الرمضانية، حيث تنقلب الحياة رأساً على عقب. قبل حلوله، ينشغل الشبان بالتزيين وتركيب الإضاءة، وتكتظ المساجد بالمصلين الذين ينتشرون بعد الصلاة في الأزقة، ويتسامرون حتى وقت متأخر من الليل. كما يمكن رؤية فرحة الأطفال وسماع ضحكاتهم".

ويدعو منصور الله أن يحمل شهر رمضان هذا العام الأمان للفلسطينيين، قائلاً: "نحن مؤمنون ولا نقنط من رحمة الله، هذا شهر الخير والعطاء، سنحييه بالصيام والصلاة وقراءة القرآن، نحن على يقين بأن الفرج قادم لا محالة".


_


سامر خويرة

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page