top of page

حملة "بهمتكم بنقوى"... تدق ناقوس الخطر وتقرع جدران الخزان للتحرك العاجل لمواجهة مخططات تقليص وإنهاء خدمات وكالة الغوث في مخيمات الضفة الغربية



 في ظل تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي لقراره المدعوم أمريكيا بإنهاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، وما سبقه من وقف وتقليص تمويل الوكالة، ما ترك أثره البالغ على مجمل الخدمات التي تقدمها الوكالة لجموع اللاجئين، جاءت حملة "بهمتكم بنقوى" التي اطلقتها جمعية "كي لا ننسى" ضمن مشروع "صوت النساء اللاجئات" وبدعم من صندوق تنمية المرأة الافريقية لتسليط الضوء على الأثر الإنساني لتقليص خدمات الأونروا على اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء، وزيادة الوعي المجتمعي بأزمة الأونروا ودعوة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، وحشد الدعم المحلي والدولي لضمان استمرار تلك الخدمات، بالتوازي مع فضح الممارسات الإسرائيلية التي تساهم في تفاقم الأزمة.


تقول منسقة الحملة شهيرة بلبيسي إن تقليص خدمات الأونروا يهدد حياة وكرامة اللاجئين الفلسطينيين، فالوكالة هي شريان الحياة للاجئين في مختلف أماكن تواجدهم، وتقليص خدماتها يفاقم معاناتهم، خاصة في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية راح ضحيتها حتى اليوم أكثر من 150 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، وفي الضفة الغربية التي تنفذ فيها سلطات الاحتلال سياسات عدوانية تستهدف الوجود الفلسطيني فيها.


وأكدت بلبيسي أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية حماية حقوق اللاجئين الفلسطيني، لذا يجب عليه الضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها التي تساهم في تفاقم الأزمة، لافتة إلى أن الأونروا هي منظمة أممية تقدم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين، وتقليص خدماتها يهدد استقرار المنطقة برمتها.


وأشارت بلبيسي إلى أن المعركة الإعلامية التي يجب عليها خوضها اليوم تعد مصيرية لتعريف المجتمع المحلي والاقليمي والدولي بتبعات ما أقدم عليه الاحتلال من إنهاء وجود وكالة الغوث في القدس الشرقية المحتلة، كخطوة أولى لإنهاء وجودها في كامل الضفة الغربية المحتلة، لذلك كان لا بد من تنفيذ حملة إعلامية كبرى تقوم على تعزيز المعرفة بمخاطر تقليص خدمات الأونروا أو انهاء خدماتها، وتخاطب وسائل الإعلام المحلية والاقليمية ثم الدولية، وتقدم صورة فعلية للمنظمات الحقوقية والإنسانية والمجتمع الدولي وصناع القرار، لذا فقد تم ترجمة الفيديوهات إلى لغات مختلفة، لضمان وصولها إلى أكبر عدد ممكن من الناس حول العالم.

الحملة تقوم على انتاج قصصا مصورة ومكتوبة وإذاعية وعبر منصات التواصل الاجتماعي، توثق معاناة اللاجئين الفلسطينيين، وتكشف عن الآثار المرتقبة والملموسة لإنهاء وجود الوكالة أو تقليص عملها على مختلف الصعد، التعليمية والصحية والخدماتية وغيرها، إضافة لرصدها ردود الأفعال المختلفة، ورسائل توعوية من المؤثرين والسياسيين وقادة الرأي في المخيمات بشكل خاص، وعلى مستوى الضفة الغربية بمدنها وبلداتها وقراها، كون ملف اللاجئين قضية وطنية تمس الكل الفلسطيني. 

وتابعت "نحن أيضا نخاطب أصحاب القضية ذاتها، وهم جموع اللاجئين في مخيمات الضفة الغربية، ونلفت نظره لانعكاسات تلك القرارات على حياتهم بأدق تفاصيلها.


وتركز الحملة –وفق بلبيسي-على نقل معاناة متضررين حاليين أو متضررين محتملين من تقليص أو وقف خدمات الوكالة في كل القطاعات، وبث رسائل توعوية من مؤثرين في المخيمات، وأيضا ترصد القطاعات المستهدفة وتخلق مقارنة قبل تقليص الخدمات وبعدها، بحيث تظهر مدى الانعكاس السلبي لتلك الخطوة على جمهور اللاجئين.

وأكثر الفئات التي تركز عليها الحملة النساء اللاجئات، من خلال اظهار معاناة المرأة اللاجئة ومدى تضررها من غياب الوكالة، على كافة الصعد، وخاصة الخدمات الصحية للرعاية الأولية، والنساء الحوامل وذوات الإعاقة والمصابات بالأمراض المزمنة، وغيرهن. وكذلك شريحة الأطفال وصغار السن في ظل التأثيرات المحتملة لتلك الخطوة على قطاع التعليم، والخوف من خلق جيل "جاهل" على المدى البعيد.



وبتفصيل أكثر دقة، تسعى الحملة لتوضيح أثر نقص الموارد على جودة التعليم في مدارس الأونروا، من خلال مقابلات مع طلاب ومعلمين يتحدثون عن التحديات التي يواجهونها، وكذلك تأثير نقص الأدوية والمعدات الطبية على قدرة المراكز الصحية التابعة للأونروا على تقديم الرعاية اللازمة، وهنا تم الحديث مع مرضى وأطباء وممرضين يعيشون هذا الواقع المرير.

ليس هذا وحسب، فالحملة أيضا تناولت ملفا بالغ الأهمية، إلا وهو نقص المساعدات الغذائية والنقدية على حياة الأسر الأكثر فقراً في المخيمات، ونقلت صوت آلاف المستفيدين حول أهمية هذه المساعدات بالنسبة لهم، ومخاوفهم من قطعها او تقليصها، لا سيما في ظل الأوضاع الأمنية والاقتصادية في المخيمات خاصة والضفة عامة.


ولأن اللجوء ليست قضية اللاجئين وحدهم، فحق العودة مطلب فلسطيني يتوحد خلفه الكل الفلسطيني، طرقت الحملة أبواب شخصيات مناصرة لقضية اللاجئين في المدن والبلدات والقرى الفلسطينية ونقلت رسائل منهم بشأن هذه القضية الحساسة.

コメント


bottom of page