الهيئة المستقلة للمجتمع الدولي: أنقذوا غزة من الكارثة الإنسانية المتفاقمة

أطلقت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم"، اليوم، نداءً عاجلًا إلى المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم، دعت فيه إلى تحرك فوري بالتنسيق مع حكوماتها من أجل وقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.

وأكدت الهيئة أن الحصار الشامل الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو شهرين، أدى إلى منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والمواد الأساسية إلى أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، ما فاقم من التدهور الكارثي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023، ووصل بالأوضاع إلى حافة الانهيار التام.

وأشارت الهيئة إلى أن الفئات الأكثر تضررًا من هذه الكارثة المصطنعة هم الأطفال والمرضى وكبار السن، محذرة من أن منع دخول المساعدات واستخدام التجويع واستهداف مراكز توزيع الغذاء يُعدّ شكلًا من أشكال العقاب الجماعي، المحظور بموجب القانون الدولي، وقد يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، حسب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية.

وشددت على أن هذه الممارسات تُعد انتهاكًا صريحًا للقرارات الدولية، بما في ذلك أوامر محكمة العدل الدولية التي طالبت إسرائيل بضمان دخول المساعدات دون عوائق، وقرار مجلس الأمن رقم 2720 الصادر في ديسمبر 2024، الذي دعا إلى وصول إنساني فوري وغير مقيد إلى قطاع غزة.

وأوضحت الهيئة أن "الوضع الإنساني في غزة يتدهور مع مرور كل ساعة"، محذرة من أن "كل دقيقة تأخير في التدخل تعرض مزيدًا من الأرواح البريئة للخطر". ولفتت إلى أن التحرك الفوري لم يعد فقط واجبًا أخلاقيًا، بل هو التزام قانوني وإنساني.

ودعت الهيئة المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان إلى إدانة واضحة وصريحة لاستخدام التجويع والعقاب الجماعي ضد السكان المدنيين في غزة، وممارسة ضغوط فورية على حكوماتها للوفاء بالتزاماتها القانونية والإنسانية، عبر اتخاذ خطوات عاجلة لإنهاء الحصار، وضمان دخول الإمدادات الإنسانية والطبية والغذائية والوقود دون تأخير أو عوائق.

كما طالبت بحماية المدنيين، خاصة الأطفال والمرضى وكبار السن، وضمان وصول الجهود الإغاثية إلى جميع المحتاجين، إلى جانب تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية لإنهاء العدوان وتخفيف معاناة المدنيين.

وختمت الهيئة بيانها بالتأكيد على أن "ضمير الإنسانية الجمعي يفرض تحركًا عاجلًا وشجاعًا"، مضيفة: "هذا الوضع يجب أن ينتهي الآن. الأرواح على المحك، وتدخلكم السريع قادر على إنقاذها".