قال نادي الأسير الفلسطينيّ، إنّ قوات الاحتلال الإسرائيليّ صعّدت بعد السابع من أكتوبر، من استهداف منازل عائلات الأسرى الفلسطينيين، بينهم أسرى يقضون أحكامًا بالسّجن المؤبد، وآخرين تعرضوا للاعتقال بعد السابع من أكتوبر، وجرى تحويلهم إلى الاعتقال الإداريّ تحت ذريعة وجود “ملف سري”.

وذكر نادي الأسير في بيان، صدر عنه اليوم الثلاثاء، أنّ عدة شهادات لزوجات أسرى ومعتقلين إداريين، أكّدت تعرض منازلهم لعمليات اقتحام، وتدمير وتخريب واسعة، هذا إلى جانب انتهاج سياسة مصادرة وسرقة أموال، وسيارات، ومصاغ ذهبي.

وتضمنت هذه الشّهادات تعرض زوجات الأسرى لتهديدات، وعمليات تفتيش عار وتنكيل، وهن من بين عشرات الحالات بين صفوف عائلات الأسرى والمعتقلين، التي واجهت هذه السّياسة بعد السابع من أكتوبر، وبعض العائلات تكررت عمليات الاقتحام لمنازلهم خلال فترة وجيزة.

ومن ضمن هذه الحالات، عائلة المعتقل الإداريّ يوسف اللحام من مخيم الدهيشة ببيت لحم، وهو أسير سابق تعرض للاعتقال مرات عديدة وأمضى ما مجموعه 15 عامًا.

وتعرضت عائلة الأسير اللحام صباح اليوم الثلاثاء، لعملية تنكيل وتهديد، بعد اقتحام منزل عائلته، وتنفيذ عملية تخريب وتدمير واسعة داخل المنزل، ومصادرة مبلغ من المال، ومصاغ ذهب، كما هددت قوات الاحتلال العائلة بأنها ستعود مجددًا لاقتحام المنزل بحثًا عن أموال.

وأقدمت قوات الاحتلال على الاعتداء على ابنة الأسير، وتهديدها بقتل والدها، وقاموا برش المنزل بالغاز قبل مغادرتهم، وقد استمر الاقتحام لمدة ساعة كاملة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، تعرضت مجموعة من العائلات في بلدة كوبر برام الله، لاقتحامات لمنازل عائلات أسرى محكومين بالسّجن المؤبد.

وكان أبرزهم منزل عائلة الأسير نائل البرغوثي ومصادرة مركبة زوجته، واقتحام منزل الأسير مراد البرغوثي ومصادرة عشرة آلاف شيقل، إضافة إلى منزل الأسير ربيع البرغوثي.

ويوم أمس تعرض منزل المعتقل الإداريّ رامي البرغوثي من بلدة كفر عين برام الله لاقتحام قوات الاحتلال التي أقدمت على مصادرة مركبة زوجته. 

ولفت نادي الأسير إلى أنّ سياسة استهداف عائلات الأسرى القابعين في سجون الاحتلال، تشكّل إحدى السّياسات التي انتهجها الاحتلال على مدار عقود طويلة، من خلال جملة من الأدوات التي تهدف بالأساس إلى ملاحقتهم والتضييق عليهم.

واتخذت هذه السياسة عدة مستويات، وتركزت فعليًا في القدس على مدار السنوات القليلة الماضية، وكان من بينها هدم منازل أسرى وأسرى محررين، وذلك في إطار عمليات انتقام جماعية تنفذها بحقّهم، عدا عن تعرض الأسرى أنفسهم إلى عمليات تنكيل وتعذيب داخل سجون الاحتلال.

وفي هذا الإطار، أكد نادي الأسير أنّ الاحتلال لا يكتفي بقرصنة أموال الشعب الفلسطينيّ، ومنها مخصصات عائلات الأسرى والشهداء منذ سنوات، بل عمل على فرض سياسات لنهب أموال الشعب الفلسطيني بكافة الأدوات المتاحة، وشكّلت هذه السياسة جزءًا من جملة أدوات الاحتلال الإسرائيليّ.

يذكر أن الاحتلال يواصل تنفيذ حملات الاعتقال المكثفة بعد السابع من أكتوبر في الضّفة، وبلغ عدد حالات الاعتقال 6220 حالة اعتقال، شملت كافة الفئات، بمن فيهم النساء والأطفال.